Senin, 16 Juli 2012


الباب الأول
المقدّمة

أ‌.     خلفية المشكلة
كانت ألفاظ القرآن ومعانيه من عند الله  وأساليبه معجزة وتراكيبه جميلة جذابة التي فوق أساليب اللغة العربية المستخدمة اليوم. ولكن كثير من المؤمنين لم يعرفوا بهذا الجمال. أما معرفة جمال أساليب القرآن الكريم تؤدى إلى الرغبة في قراءته و فهم معانيه. فلذالك وجب على كل المؤمنين أن يعرفوا جمال أساليب القرآن الكريم حتى تتحقّق لهم بجمال أساليب القرآن الكريم و يأدّى في أنفسهم الرغبة في قراءة القرآن الكريم و فهم معانيه.
عند علم البديع للقرآن الكريم يتكوّن من قسمين من وجوه تحسينه، و هي محسنات اللفظية و محسنات المعنوية. محسنات اللفظية تقدير على معرفتها بالنظر إلى لفظ القرآن مباشرة دون تعمّق عن المعنى حقّ تعمّق. و لكن لمحسنات المعنوية لنقدر على معرفتها إلاّ بالنظر إلى معانى القرآن الكريم و تعمّق معانيه حقّ تعمّق.
و هنا أراد الكاتب أن يقدّم بعض وجوه نحسين القرآن الكريم من ناحية المعنى و هما أسلوب الطباق و أسلوب المقابلة. حتى تتحقّ لدينا وجوه تحسين القرآن الكريم من ناحية معانيه، ثم يؤدّى في أنفسنا الرغبة في قراءة القرآن الكريم و فهم معانيه.

الباب الثانى
جمال القرآن بالنظر من ناحية علم البديع (أسلوب المقابلة و الطباق)

أ‌.      تعريف القرآن
القرآن لغة مصدر قراءة – نقول قرأت الكتاب قراءة و قرآنا[1]، و اصطلاحا هو كلام الله تعالى المعجز المنزل على رسوله وحيا، المكتوب في المصاحف و المحفوظ في الصدور، و المقروء بالألسن، و المسموع بالآذان، المنقول إلينا نقلا متواترا بلا شبهة، المتعبد بتلاوته.[2] القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم، المتعبد بتلاوته.[3]
القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم بوسيلة جبريل المتعبد بتلاوته. و عند عبد الوهاب خلاف القرآن هو كلام الله الذي نزل به الروح الأمين على قلب رسول الله محمد ابن عبد الله بألفاظه العربية و معانيه الحقة، ليكون حجة للرسول على أنه رسول الله.[4]
ثم عند محمد علي الصابونى: القرآن هو كلام الله المعجز، المنزل على خاتم الأنبيآء و المرسلين بواسطة الأمين جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس.[5]
القرآن الكريم المنزل على خاتم الأنبيآء هو آخر كتب الله تعالى أنزل إلى البشر، وهو ناسخ لما سبقه من الشرائع.[6] قال الله تعالى: (!$uZø9tRr&ur y7øs9Î) |=»tGÅ3ø9$# Èd,ysø9$$Î/ $]%Ïd|ÁãB $yJÏj9 šú÷üt/ Ïm÷ƒytƒ z`ÏB É=»tGÅ6ø9$# $·YÏJøygãBur Ïmøn=tã (  ). إن القرآن حجة على الناس و أن أحكامه قانون واجب على المسلمين اتباعه أنه من عند الله و أنه نقل إلى المسلمين عن الله بطريق قطعي لا ريب في صحته وأنه من عند الله فالناس عجوزا عن أن يأتوا بمثله. إن أعظم معجزات نبينا محمد صلى الله عليه و سلم هو القرآن الكريم، لأن كل نبي تكون معجزته مناسبة لحال قومه، و لذلك لما كان العرب أرباب الفصاحة و البلاغة و فرسان الكلام و الخطابة جعل الله معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم.




ب‌.    علم البلاغة
البلاغة لغة الوصول و الانتهاء، يقال بلغ فلان مراده – إذا وصل إليه، و بلغ الركب المدينة – إذا انتهي إليها و مبلغ الشئ منتهاه.[7]
البلاغة هي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة. مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، و الأشخاص الذين يخاطبون. فسميت البلاغة لأنها تنهي المعنى إلى قلب السامع فيفهمه.[8] و زاد على الجارم و مصطفي أمين في كتابهما "البلاغة الواضحة"  فليست البلاغة قبل كل شئ إلاّ فنّا من الفنون يعتمد على صفاء الاستعداد الفطرى و دقة إدراك الجمال، وتبيّن الفروق الخفية بين صنوف الأساليب.
و البلاغة علم له قواعده، و فن له أصوله و أدواته، كما لكل علم وفن. وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية: علم البيان و علم المعانى و علم البديع.[9]
و عند أحمد مصطفى المراغي في كتابه: تقع البلاغة وصفا للكلام، و المتكلم، و لم يسمع وصف الكلمة بها.[10] بلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال التي يورد فيها مع فصاحة، ولن يطابق الحال إلا إذا كان وفق عقول المخاطبين واعتبار طبقاتهم في البيان و قوة المنطق، فللسوقة كلام لا يصح غيره في موضعه و الغرض الذي يبني له، و لسراة القوم و الأمراء فن آخر لا يسد مسداه سواه.[11]
ج. علم البديع
البديع لغة يتضمن معنين أساسين: الأول الجدة التى تدل عليها إنشاء الشيء ابداء و على غير مثال سابق، و الثانى البراعة و الغرابة التى تدل عليها العجيب.[12] و عند السيد المرحوم أحمد الهاشم البديع لغة المخترع الموجد على غير مثال سابق، وهو مأخوذ و مشتقّ من قولهم – بدع الشيء، و أبدعه، اخترعه لا على مثال.
و البديع اصطلاحا هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال و رعاية وضوح الدلالة.[13] و عند السيد أحمد الهاشم هو علم يعرف به الوجوه، و المزايا التى تزيد الكلام حسنا و طلاوة، و تكسوه بهاء ورونقا، بعد مطابقته لمقتضى الحال.[14] و عند جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد في كتابه "الإيضاح في علوم البلاغة" هو علم يبحث في طرق تحسين الكلام، و تزين الألفاظ و المعانى بألوان بديعة من الجمال اللفظى أو المعنوى. و زاد على الجارم و مصطفي أمين أنه يشتمل على محسنات لفظية (الجناس و السجع والترصيع و التشطير و ردّ الإعجاز على الصدور) و محسنات معنوية (التورية و الطباق و المقابلة وحسن التعليل و تأكيد المدح بما يشبه الذم و عكسه و التوشيع).
وعند محمد غفران زين العالم علم البديع إصطلاحا هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال و رعاية وضوح الدلالة.[15] وهو على قسمين، الأول المحسنات اللفظية و الثانى المحسنات المعنوية. و المحسنات اللفظية هي أنّ حسن الكلام يرجع أصلا إلى اللفظية. و المحسنات المعنوية هي التى تتعلق المهارة فيها بناحية المعنى.[16]
و أول من دوّن قواعد البديع و وضع أصوله: عبد الله بن المعتز، وهو أحد الشعراء المطبوعين و البلغاء الموصوفين.[17]
استقضى ابن المعتز ما في الشعر من المحسنات فجمعها في كتاب سماه (البديع) و ذكر فيه سبعة عشر نوعا، و قال: ما جمع قبلي فنون البديع أحد، و لا سبقني إلى تأليفه مؤلف. و من رأي إضافة شيء من المحسنات فله الخيار. ثم ألف معاصره قدامة بن جعفر كتابا سماه (نقد قدامة).[18]
ه. أسلوب المقابلة
1. تعريف المقابلة
المقابلة هي أن يؤتى بمعنين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب. و هذا النوع من المحسنات المعنوية يعنى ما كان التحسين بها راجعا إلى المعنى و إن حسنت اللفظ تبعا.[19] و عند السيد أحمد الهاشم المقابلة هي أن يؤتى بمعنين متوافقين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب، كقوله تعالى ($¨Br'sù ÆtB ôMn=à)rO ¼çmãZƒÎºuqtB ÇÏÈ uqßgsù Îû 7pt±ŠÏã 7puŠÅÊ#§ ÇÐÈ $¨Br&ur ô`tB ôM¤ÿyz ¼çmãZƒÎºuqtB ÇÑÈ ¼çmBé'sù ×ptƒÍr$yd ÇÒÈ ) (القارعة: 6-8).
و عند أحمد مصطفي المراغى المقابلة هي أن يؤتى بمعنين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على سبيل الترتيب.[20]
تنقسم المقابلة إلى عدة أقسام، منها:
1.  المقابلة اثنين باثنين، كقوله تعالى: (#qä3ysôÒuù=sù WxÎ=s% (#qä3ö7uŠø9ur #ZŽÏVx. Lä!#ty_ $yJÎ/ (#qçR%x. tbqç7Å¡õ3tƒ ÇÑËÈ . ( التوبة: 82).
2.    المقابلة ثلاثة بثلاثة، كقوله تعالى: NèdããBù'tƒ Å$rã÷èyJø9$$Î/ öNßg8pk÷]tƒur Ç`tã ̍x6YßJø9$# @Ïtäur ÞOßgs9 ÏM»t6Íh©Ü9$# ãPÌhptäur ÞOÎgøŠn=tæ y]Í´¯»t6yø9$# . ( الأعراف: 158).
3.  المقابلة أربعة بأربعة، كقوله تعالى: $¨Br'sù ÆtB ôMn=à)rO ¼çmãZƒÎºuqtB ÇÏÈ uqßgsù Îû 7pt±ŠÏã 7puŠÅÊ#§ ÇÐÈ $¨Br&ur ô`tB ôM¤ÿyz ¼çmãZƒÎºuqtB ÇÑÈ ¼çmBé'sù ×ptƒÍr$yd ÇÒÈ . ( القارعة: 6-9).
4.   المقابلة خمسة بخمسة، كقوله تعالى: ¨bÎ) ©!$# Ÿw ÿ¾ÄÓ÷ÕtGó¡tƒ br& z>ÎŽôØo WxsVtB $¨B Zp|Êqãèt/ $yJsù $ygs%öqsù 4 $¨Br'sù šúïÏ%©!$# (#qãYtB#uä tbqßJn=÷èuŠsù çm¯Rr& ,ysø9$# `ÏB öNÎgÎn/§ ( $¨Br&ur tûïÏ%©!$# (#rãxÿŸ2 šcqä9qà)usù !#sŒ$tB yŠ#ur& ª!$# #x»ygÎ/ WxsVtB ¢ @ÅÒム¾ÏmÎ/ #ZŽÏVŸ2 Ïôgtƒur ¾ÏmÎ/ #ZŽÏWx. 4 $tBur @ÅÒムÿ¾ÏmÎ/ žwÎ) tûüÉ)Å¡»xÿø9$# ÇËÏÈ tûïÏ%©!$# tbqàÒà)Ztƒ yôgtã «!$# .`ÏB Ï÷èt/ ¾ÏmÉ)»sWŠÏB tbqãèsÜø)tƒur !$tB ttBr& ª!$# ÿ¾ÏmÎ/ br& Ÿ@|¹qムšcrßÅ¡øÿãƒur Îû ÇÚöF{$# 4 šÍ´¯»s9'ré& ãNèd šcrçŽÅ£»yø9$# ÇËÐÈ . ( البقرة: 26).[21]
و المقابلة في الكلام من أسباب حسنه و إيضاح معانيه، بشرط أن تتاح للمتكلم عفوا، أما إذا تكلفها و جرى وراءها، فإنه تعتقل المعانى و تحبسها، و تحرم الكلام رونق السلاسة والسهولة.[22]
و المقابلة نوعتان: الأول هي المقابلة من معنيين. و الثانى هي المقابلة أكثر من مع معنيين. و أما أغراض إتيان بأسلوب المقابلة هي:
-  لتحيسن الكلام
-  لإيضاح المعنى
-  لتأكيد المعنى
-  لسهولة على الحفظ
2. بعض الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب المقالة
الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب المقابلة منها:
v   قال الله تعالى: $uZù=yèy_ur Ÿ@ø©9$# $U$t7Ï9 ÇÊÉÈ $uZù=yèy_ur u$pk¨]9$# $V©$yètB ÇÊÊÈ. (النباء: 10 - 11).
v  قال الله تعالى: $¨Br& Ç`tB 4Óo_øótFó$# ÇÎÈ |MRr'sù ¼çms9 3£|Ás? ÇÏÈ $tBur y7øn=tã žwr& 4ª1¨tƒ ÇÐÈ $¨Br&ur `tB x8uä!%y` 4Ótëó¡o ÇÑÈ uqèdur 4Óy´øƒs ÇÒÈ |MRr'sù çm÷Ztã 4¤Sn=s? ÇÊÉÈ. (عبس: 5-10).
v  قال الله تعالى: $¨Br'sù `tB 4ÓxösÛ ÇÌÐÈ trO#uäur no4quŠptø:$# $u÷R9$# ÇÌÑÈ ¨bÎ*sù tLìÅspgø:$# }Ïd 3urù'yJø9$# ÇÌÒÈ $¨Br&ur ô`tB t$%s{ tP$s)tB ¾ÏmÎn/u ygtRur }§øÿ¨Z9$# Ç`tã 3uqolù;$# ÇÍÉÈ ¨bÎ*sù sp¨Ypgø:$# }Ïd 3urù'yJø9$# ÇÍÊÈ. (النازعات: 38-41).
v  قال الله تعالى: ×nqã_ãr 7Í´tBöqtƒ ×otÏÿó¡B ÇÌÑÈ ×ps3Ïm$|Ê ×ouŽÅ³ö6tFó¡B ÇÌÒÈ ×nqã_ãrur >Í´tBöqtƒ $pköŽn=tæ ×ouŽy9xî ÇÍÉÈ $ygà)ydös? îouŽtIs% ÇÍÊÈ. (عبس: 38-42).
v  قال الله تعالى: ¨bÎ) u#tö/F{$# Å"s9 5OŠÏètR ÇÊÌÈ ¨bÎ)ur u$£Úàÿø9$# Å"s9 5OŠÏtrb ÇÊÍÈ. (الانفطار: 13 -14).
v   قال الله تعالى: $¨Br'sù ô`tB 4sÜôãr& 4s+¨?$#ur ÇÎÈ s-£|¹ur 4Óo_ó¡çtø:$$Î/ ÇÏÈ ¼çnçŽÅc£uãY|¡sù 3uŽô£ãù=Ï9 ÇÐÈ $¨Br&ur .`tB Ÿ@σr2 4Óo_øótGó$#ur ÇÑÈ z>¤x.ur 4Óo_ó¡çtø:$$Î/ ÇÒÈ ¼çnçŽÅc£uãY|¡sù 3uŽô£ãèù=Ï9 ÇÊÉÈ. (الليل: 5-10).
الإيضاح:
إذا نظرنا إلى المثال الأول فعرفنا أن فيها أسلوب المقابلة يعنى أتى الله بمعنين هما ( الليل و لباس ) ثم جاء الله بما يقابلهما على الترتيب و هما ( النهار و معاش ). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المقابلة هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى. هذا بالنظر إلى سياق الكلام يعنى بدون حرف التوكيد و هذا بيّن الله المعنى الأوّل بإتيان المعنى الثانى حتى يتضح لنا المعنى الأوّل.
و إذا نظرنا إلى المثال الثانى فعرفنا أن فيها أسلوب المقابلة مشتمل على أكثر من معنيين، يعنى أتى الله بالمعانى ( أما من استغنى فأنت له تصدى و ما عليك ألاّ يزكى ) ثم جاء الله بما يقابلها على الترتيب و هي ( أما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهي). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المقابلة هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و تأكيد المعنى. هذا بالنظر إلى أسباب نزول الآية، دلّ على أن أراد الله أن يؤكّد المعانى الأولى بإتيان المعانى الثانية حتى نهتم كثيرا إلى المعانى الأولى.
و إذا نظرنا إلى المثال الثالث فعرفنا أن فيها أسلوب المقابلة مشتمل على أكثر من معنيين، يعنى أتى الله بالمعانى ( أما من طغى و ءاثر الحياة الدنيا فإنّ الجحيم هي المأوى) ثم جاء الله بما يقابلها على الترتيب و هي ( أما من خاف مقام ربه و نهي النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المقابلة هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و تاكيد المعنى. هذا بالنظر إلى سياق الكلام الآية هناك حرف التوكيد و هذا أراد الله أن يؤكّد المعانى الأولى بإتيان المعانى الثانية حتى نهتمّ كثيرا إلى المعانى الأولى.
و إذا نظرنا إلى المثال الرابع فعرفنا أن فيها أسلوب المقابلة مشتمل على معنيين، يعنى أتى الله بمعنى ( وجوه مسفرة و ضاحكة مستبشرة ) ثم جاء الله بما يقابلهما و هما ( وجوه عليها غبرة و ترهقها قترة ). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المقابلة هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى. هذا بالنظر إلى سياق الكلام يعنى بدون حرف التوكيد و هذا بيّن الله المعنى الأوّل بإتيان المعنى الثانى حتى يتضح لنا المعنى الأوّل.
و إذا نظرنا إلى المثال الخامس فعرفنا أن فيها أسلوب المقابلة مشتمل على معنيين، يعنى أتى الله بمعنى ( الأبرار و نعيم ) ثم جاء الله بما يقابلهما و هما ( الفجار و جحيم ). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المقابلة هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و تاكيد المعنى. هذا بالنظر إلى سياق الكلام الآية هناك حرف التوكيد و هذا أراد الله أن يؤكّد المعنى الأوّل بإتيان المعنى الثانى حتى نهتمّ كثيرا إلى المعنى الأوّل.
إذا نظرنا إلى المثال السادس فعرفنا أن فيها أسلوب المقابلة مشتمل على أكثر من معنيين، يعنى أتى الله بالمعانى ( من أعطى و اتقى و صدّق بالحسنى و فسنيسّره لليسرى ) ثم جاء الله بما يقابلها على الترتيب و هي ( من بخل و استغنى و كذّب بالحسنى و فسنيسّره للعسرى ). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المقابلة هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و تأكيد المعنى. هذا بالنظر إلى أسباب نزول الآية، دلّ على أن أراد الله أن يؤكّد المعانى الأولى بإتيان المعانى الثانية حتى نهتم كثيرا إلى المعانى الأولى.
لسهولة على فهم علينا أن ننظر إلى الجدوال الآتي:
الجدوال أسلوب المقابلة
الرقم
اسم السورة
رقم الآية
الألفاظ للمعانى الأولى
الألفاظ التى تقابل الألفاظ الأولى
الغرض من المقابلة
1
النبأ
10 و 11
$uZù=yèy_ur Ÿ@ø©9$# $U$t7Ï9 ÇÊÉÈ
$uZù=yèy_ur u$pk¨]9$# $V©$yètB ÇÊÊÈ
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى
2
عبس
5-6 و 8-10
$¨Br& Ç`tB 4Óo_øótFó$# ÇÎÈ |MRr'sù ¼çms9 3£|Ás? ÇÏÈ
$¨Br&ur `tB x8uä!%y` 4Ótëó¡o ÇÑÈ uqèdur 4Óy´øƒs ÇÒÈ |MRr'sù çm÷Ztã 4¤Sn=s? ÇÊÉÈ
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و تأكيد المعنى
3
النازعات
37-39 و 40-41
$¨Br'sù `tB 4ÓxösÛ ÇÌÐÈ trO#uäur no4quŠptø:$# $u÷R9$# ÇÌÑÈ ¨bÎ*sù tLìÅspgø:$# }Ïd 3urù'yJø9$# ÇÌÒÈ
$¨Br&ur ô`tB t$%s{ tP$s)tB ¾ÏmÎn/u ygtRur }§øÿ¨Z9$# Ç`tã 3uqolù;$# ÇÍÉÈ ¨bÎ*sù sp¨Ypgø:$# }Ïd 3urù'yJø9$# ÇÍÊÈ
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و تأكيد المعنى
4
عبس
38-39 و 40-41
×nqã_ãr 7Í´tBöqtƒ ×otÏÿó¡B ÇÌÑÈ ×ps3Ïm$|Ê ×ouŽÅ³ö6tFó¡B ÇÌÒÈ
×nqã_ãrur >Í´tBöqtƒ $pköŽn=tæ ×ouŽy9xî ÇÍÉÈ $ygà)ydös? îouŽtIs% ÇÍÊÈ
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى


5
الانفطار
13 و 14
¨bÎ) u#tö/F{$# Å"s9 5OŠÏètR ÇÊÌÈ
¨bÎ)ur u$£Úàÿø9$# Å"s9 5OŠÏtrb ÇÊÍÈ
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و تأكيد المعنى
6
الليل
5-7 و 8-10
$¨Br'sù ô`tB 4sÜôãr& 4s+¨?$#ur ÇÎÈ s-£|¹ur 4Óo_ó¡çtø:$$Î/ ÇÏÈ ¼çnçŽÅc£uãY|¡sù 3uŽô£ãù=Ï9 ÇÐÈ
$¨Br&ur .`tB Ÿ@σr2 4Óo_øótGó$#ur ÇÑÈ z>¤x.ur 4Óo_ó¡çtø:$$Î/ ÇÒÈ ¼çnçŽÅc£uãY|¡sù 3uŽô£ãèù=Ï9 ÇÊÉÈ
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و تأكيد المعنى

المثال السابق بعض الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب المقابلة، كثير الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب المقابلة في القرآن الكريم. و هذا الأسلوب أحد من أساليب الجذابة و الجميلة في القرآن من ناحية المعنى و لا نستطيع أن ننظرها إلا بالنظر إلي معنى الآيات. و هذا الأسلوب هو من محسنات المعنوية، و هو ما كان تتعلق المهارة فيها بناحية المعنى.


ز. أسلوب الطباق
1. تعريف أسلوب الطباق
الطباق هو الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى.وقال الدكتور فتحي عبد القدير فريد هو الجمع بين الشيئ وضده في جزء من أجزاء الرسالة أو الخطبة أو القصيدة- كالليل والنهار- والعلم والجهل- والحركة والسكون- والغنى والفقر.[23]
الطباق: الجمع بين الشيئ و ضدّه في الكلام، وهو نوعان: طباق الإيجاب و طباق السلب.[24] طباق الإيجاب هو ما لم يختلف فيه الضدّان ايجابا و سلبا. و طباق السلب هو ما اختلف فيه الضدَان ايجابا و سلبا.
و عند محمد غفران زين العالم الطباق هو أن نجمع بين السيئ و ضدّه وهو نوعان: طباق الإيجابي و طباق السلب.
و عند أحمد الهاشمي الطباق هو الجمع بين لفظين مقابلين في المعنى. وهما قد يكونان:
1.  اسمين، نحو: قوله تعالى ( وهو الأولُ والآخرُ و الظاهر و الباطن )، و قوله تعالى ( و تحسبهمْ أيقاظاً وهم رُقود ).
2.  فعلين، نحو: قوله تعالى ( و أنه هو أضحك و أبكى و أنه أمات و أحيا)، و كقوله تعالى: ( ثم لا يموت فيها و لا يحيا ).
3.  حرفين، نحو: قوله تعالى ( و لهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف ).
4.  مختلفين، نحو: قوله تعالى ( و من يضلل الله فما له من هاد ).
و أما أغراض إتيان بأسلوب المقابلة هي:
-  لتحيسن الكلام
-  لإيضاح المعنى
- لسهولة على الحفظ
2. بعض الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب الطباق
الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب الطباق منها:
v   öNåkâ:|¡øtrBur $Wß$s)÷ƒr& öNèdur ׊qè%â 4  
v   ¼çm¯Rr&ur uqèd y7ysôÊr& 4s5ö/r&ur ÇÍÌÈ  
v   ¼çm¯Rr&ur uqèd |N$tBr& $uŠômr&ur ÇÍÍÈ  
v   ø4 ãNn=÷ès? $tB Îû ÓŤøÿtR Iwur ÞOn=ôãr& $tB Îû y7Å¡øÿtR 4  
v4 Ÿxsù (#âqt±÷s? }¨$¨Y9$# Èböqt±÷z$#ur
v÷4 ª!$#ur ãNn=÷ètƒ óOçFRr&ur Ÿw tbqßJn=÷ès? ÇÏÏÈ  
الإيضاح:
إذا نظرنا المثال الأول، وجدنا كل منها مشتملا على شيئ و ضده، وهي ( أيقاظا ) و ( رقود ). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المطباق هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى.
إذا نظرنا المثال الثانى، وجدنا كل منها مشتملا على شيئ و ضده، وهي (أضحك) و (أبكى). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المطباق هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى.
إذا نظرنا المثال الثالث، وجدنا كل منها مشتملا على شيئ و ضده، وهي ( أمات ) و ( أحيا ). و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المطباق هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى.
إذا نظرنا المثال الرابع، وجدنا كل منها مشتملا على فعلين من مادة واحدة أحدهما إيجابيّ و الآخر سلبى وهي ( تعلم ) و ( لا أعلم )، و باختلافهما في الإيجاب و السلب صارا ضدين. و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المطباق هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى.
إذا نظرنا المثال الخامس، وجدنا كل منها مشتملا على فعلين من مادة واحدة أحدهما سلبى و الآخر إيجابيّ وهي ( فلا تخشوا ) و ( و اخشون )، و باختلافهما في الإيجاب و السلب صارا ضدين. و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المطباق هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى.
إذا نظرنا المثال السادس، وجدنا كل منها مشتملا على فعلين من مادة واحدة أحدهما إيجابيّ و الآخر سلبى وهي ( يعلم ) و ( لا تعلمون )، و باختلافهما في الإيجاب و السلب صارا ضدين. و الغرض من إتيان هذه الآية بأسلوب المطباق هو لتحسين الكلام و لسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى.
لسهولة على فهم علينا أن ننظر إلى الجدوال الآتي:
الجدوال أسلوب الطباق
الرقم
اسم السورة
رقم الآية
المعنى الأول
النعنى ضدّه
الغرض من الطباق
1
الكهف
18
$Wß$s)÷ƒr&
׊qè%â
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى
2
النجم
43
7ysôÊr&
4s5ö/r&
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى
3
النجم
44
N$tBr&
$uŠômr&
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى
4
المائدة
116
Nn=֏s?
Iwur ÞOn=ôãr&
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى
5
المائدة
44
Nn=÷ètƒ
Ÿw tbqßJn=÷ès?
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى
6
آل عمران
66
Nn=÷ètƒ
w tbqßJn=÷ès?
لتحسين الكلام ولسهولة على الحفظ و إيضاح المعنى

المثال السابق بعض الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب الطباق، كثير الآيات القرآنية التي تتضمن أسلوب الطباق في القرآن الكريم. و هذا الأسلوب أحد من أساليب الجذابة و الجميلة في القرآن من ناحية المعنى و لا نستطيع أن ننظرها إلا بالنظر إلي معنى الآيات. و هذا الأسلوب هو من محسنات المعنوية، و هو ما كان تتعلق المهارة فيها بناحية المعنى.




الباب الثالث
الخاتمة

الأسلوبان السابقان بعض من الأساليب الجذابة و الجميلة في القرآن الكريم، كثير من الأساليب الجذابة و الجميلة الأخرى في القرآن الكريم إما من ناحية المعنى و إما من ناحية اللفظ مثل: أسلوب التورية و حسن التعليل و تأكيد المدح بما يشبه الذم و عكسه و التوشيع و الجناس و السجع و الترصيع و التشطير و رد الأعجاز على الصدور و غيرها.
الأسلوبان السابقان بعض من الأساليب الجذابة و الجميلة في القرآن الكريم من ناحية المعنى. و هذان الأسلوبان ليس الجذابة و الجميلة فحسب، و لكن لهما أغراض كثير منها: لتحسين الكلام و تأكيد المعنى و إيضاح المعنى و سهولة على حفظ.
لهذه الجذابة و الجميلة عسى أن نكون راغبا في قراءة القرآن و فهم آياته. حتى قلوبنا معلّقة بالقرآن و ننال هدى من الله. و الله أعلم .....




المراجع

القرآن
أحمد مصطفى المراغي، علوم البلاغة البيان و المعاني و البديع، دار الكتب العلمية، بيروت.
الإمام جلال الدين عبد الرحمن ين أبى بكر السيوطى، الإتقان في علوم القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، 1971.
الدكتور فتحي عبد القدير فريد, فنون البلاغةبين القرأن والكلام العربي, مكتبة النهضة المصرية, القاهرة.
السيد المرحوم أحمد الهاشمى، جواهر البلاغة في المعانى و البيان و البديع، مكتبة دار إحياء الكتب العربية: إندونيسيا.
التوحيد الثانى مقرر لطلبة الصف الخامس كلية المعلمين الإسلامية بمعهد دار السلام الحديث للتربية الإسلامية، دار السلام للطبعة و النشر: كونتور فونوروكو.
جلال الدين محمد بن عدر الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد، الإيضاح في علوم البلاغة، دار الكتب العلمية.
عبد الوهاب خلاف، علم أصول الفقه، الناشر للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة.
مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، طبع على نفقة مكتبة و مطبعة الهداية :  سورابايا.
محمد على الصابونى، التبيان في علوم القرآن، ديناميكا بركة أوتما، جاكرتا.
محمد غفران زين العالم، البلاغة في علم البديع، دار السلام للطباعة و النشر، فونوروغو.


[1]  التوحيد الثانى مقرر لطلبة الصف الخامس كلية المعلمين الإسلامية بمعهد دار السلام الحديث للتربية الإسلامية، دار السلام للطبعة و النشر: كونتور فونوروكو، ص: 49
[2]  نفس المرجع، ص: 49
[3]  مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، طبع على نفقة مكتبة و مطبعة الهداية :  سورابايا، ص: 21
[4]  عبد الوهاب خلاف، علم أصول الفقه، الناشر للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة، ص: 23
[5]  محمد على الصابونى، التبيان في علوم القرآن، ديناميكا بركة أوتما، جاكرتا، ص: 6
[6]  نفس المرجع، ص: 51
[7]  السيد المرحوم أحمد الهاشمى، جواهر البلاغة في المعانى و البيان و البديع، مكتبة دار إحياء الكتب العربية: إندونيسيا، ص: 4
[8]  نفس المرجع، ص: 31
[9]  جلال الدين محمد بن عدر الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد، الإيضاح في علوم البلاغة، دار الكتب العلمية، بيروت، ص: 4
[10]  أحمد مصطفى المراغي، علوم البلاغة البيان و المعاني و البديع، دار الكتب العلمية، بيروت، ص: 35
[11]  نفس المرجع
[12]  محمد غفران زين العالم، البلاغة في علم البديع، دار السلام للطباعة و النشر، فونوروغو، ص: 20
[13] نفس المرجع، ص: 20-21
[14]  المرجع السابق السيد المرحوم أحمد الهاشم، ص: 360
[15]  المرجع السابق، محمد غفران زين العالم، ص: 20-21
[16]  نفس المرجع ، ص: 21-22
[17]  المرجع السابق جلال الدين محمد بن عدر الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد، ص: 5
[18]  نفس المرجع، ص: 5
[19]  المرجع السابق جلال الدين محمد بن عدر الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد، ص: 5
[20]  المرجع السابق، أحمد مصطفي المراغى، ص: 322
[21]  الإمام جلال الدين عبد الرحمن ين أبى بكر السيوطى، الإتقان في علوم القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، 1971، ص: 452
[22]  المرجع السابق علي الجارم و مصطفي أمين، ص: 285
[23]  الدكتور فتحي عبد القدير فريد, فنون البلاغةبين القرأن والكلام العربي, مكتبة النهضة المصرية, القاهرة, ص.78   
[24]  نفس المرجع، ص: 281

Tidak ada komentar:

Posting Komentar