Sabtu, 08 Desember 2012

أسباب النزول

الباب الأول
مقدمة
أ‌.     خلفية المشكلة
القرآن الكريم هو المعجزة الخالد لإسلام التي لا يزيدها التقدم العملي إلا رسوخا في الإعجاز، أنزل الله علي رسولنا محمد صلي الله عليه و سلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور و يهديهم إلى الصراط المستقيم، قال الله تعالي: tAttR ÏmÎ/ ßyr9$# ßûüÏBF{$# ÇÊÒÌÈ 4n?tã y7Î7ù=s% tbqä3tGÏ9 z`ÏB tûïÍÉZßJø9$# ÇÊÒÍÈ Ab$|¡Î=Î/ <cÎ1ttã &ûüÎ7B ÇÊÒÎÈ
نزل القرآن ليهدي الإنسانية إلى المحجة الواضحة، ويرشدها إلي الحق وهو الطريق المستقيم، ويقيم لها أسس الحياة الفاضلة التي تقوم دعامتها علي الإيمان بالله و رسالاته، ويقرر أحوال الماضي و وقائع الحاضر وأخبار المستقبل.
وأكثر القرآن نزل ابتداء لهذه الأهداف العامة، ولكن الصحابة رضي الله عنهم في حياتهم مع رسول الله صلي الله عليه وسلم قد شاهدوا أحدات السيرة، وقد يقع بينهم حادث خاص يحتاج إلى بيان شريعة الله فيه، أو يلتبس عليهم أمر.[1]
كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يبلغ القرآن لصحابته و هم عرب خلص فيفهمونه بسليقتهم، و إذا التبس عليهم الفهم آية من الآيات سألوا رسول الله صلي الله عليه و سلم عنها.
مما سبق ذكره أن الصحابة إذا لم يفهم آية من الآية القرآنية سألوا إلى رسول الله صلي الله عليه و سلم عنها، و لكن في زماننا اليوم إلي أين سنسأل؟ ليس لنا إلاّ أن نرجع إلى ما قد قال أو كتب الصحابة و التابعين و العلماء القادمون و العلماء النتؤخرون و غير ذالك حتي تبين آية التي لم نفهمها. و هذا ليس في فهم آية فحسب و لكن لجميع ما يتعلّق بالقرآن و إذا لم نفهم علينا رجوع إلى ما قد قال أو كتب الصحابة و التابعين و العلماء القادمون و العلماء النتؤخرون و غيرهم، وكذالك في علوم القرآن و إذا لم نفهم و لنا المصادر من الصحابة و التابعين و العلماء القادمون و العلماء النتؤخرون التي يمكننا اعتمد به في فهم كثير مما يتعلق بعلوم القرآن.
ولذا أودّ الكاتب بالكتابة ما يتعلق بعلوم القرآن خصوصا عن أسباب النزول و نزول القرآن علي سبعة أحرف، حتي تبين في ذهننا كثير ما يتعلق بأسباب النزول و نزول القرآن علي سبعة أحرف.







الباب الثاني
أسباب النزول
أ‌.     تعريف أسباب النزول
عند محمد عبدالعظيم الزرقاني في كتابه مناهل العرفان في علوم القرآن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أن مبينة لحكمه أيام وقوعه والمعنى أنه حادثة وقعت في زمن النبي أو سؤال وجه إليه فنزلت الآية أو الآيات من الله تعالى ببيان ما يتصل بتلك الحادثة أو بجواب هذا السؤال.[2]
وعند مناع القطان في كتابه مباحث في علوم القرآن سبب النزول هو ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو سؤال.[3]
وعند أبو أنوار في كتابه علوم القرآن الذي نقله من قول الصبح الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات بسببه متضمّنة له أو مجيبة عنه أو مبيّنة عنه أو مبيّنة لحكمه زمن وقوعه.[4] هذا التعريف يدلّ علي أن سبب نزول الآية القرآنية إما علي شكل الحادثة وإما علي شكل السؤال. نزلت الآياة أو الآيات لبيان الحال الذي يتعلّق أو له القرينة بالحادثة أو الإجابة عن السؤال.

ب‌.  فواءد معرفة سبب النزول
معرفة سبب النزول فواءد كثيرة منها:
1.    معرفة حكمة الله تعالى على التعيين فيما شرعه بالتنزيل وفي ذلك نفع للمؤمن وغير المؤمن. أما المؤمن فيزداد إيمانا على إيمانه ويحرص كل الحرص على تنفيذ أحكام الله والعمل بكتابه لما يتجلى له من المصالح والمزايا. وأما الكافر فتسوقه تلك الحكم الباهرة إلى الإيمان إن كان منصفا حين يعلم أن هذا التشريع الإسلامي قام على رعاية مصالح الإنسان لا على الاستبداد والتحكم والطغيان خصوصا إذا لاحظ سير ذلك التشريع وتدرجه في موضوع واحد وحسبك شاهدا على هذا تحريم الخمر وما نزل فيه وقد مر بك في البحث السابق فلا نعيده ولا تغفل.[5]
2.    الاستعانة على فهم الآية ودفع الإشكال عنها. حتى لقد قال الواحدي لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.[6]
3.    بيان الحكمة التي دعت إلي تشريع حكم من الأحكام.
4.    تخصيص حكم ما نزل ان كان بصيغة العموم بالسبب عند من يري أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ.
5.    إذا كان لفظ ما نزل عاما و ورد دليل علي تخصيصه فمعرفة السبب تقصر التخصيص علي ما عدا صورته، ولا يصح إخراجها، لأن دخول صورة السبب في اللفظ العام قطعي، فلا يجوز إخراجها بالاجتهاد لأنه ظني، وهذا هو ما عليه الجمهور. المثال قوله تعالى: (¨bÎ) tûïÏ%©!$# šcqãBötƒ ÏM»uZ|ÁósãKø9$# ÏM»n=Ïÿ»tóø9$# ÏM»oYÏB÷sßJø9$# (#qãZÏèä9 Îû $u÷R9$# ÍotÅzFy$#ur öNçlm;ur ë>#xtã ×LìÏàtã ÇËÌÈ   tPöqtƒ ßpkôs? öNÍköŽn=tã öNßgçFt^Å¡ø9r& öNÍkÏ÷ƒr&ur Nßgè=ã_ör&ur $yJÎ/ (#qçR%x. tbqè=yJ÷ètƒ ÇËÍÈ   7ͳtBöqtƒ ãNÍkŽÏjùuqムª!$# ãNßgoYƒÏŠ ¨,ysø9$# tbqßJn=÷ètƒur ¨br& ©!$# uqèd ,ysø9$# ßûüÎ7ßJø9$# ÇËÎÈ )[7] فإن هذه الآية نزلت في عائشة خاصة، أو فيها و في سائر أزواج النبي صلي الله عليه وسلم. عن ابن عباس في قوله ( أن الذين يرمون المحصنات ) الآية نزلت في عائشة خاصة. وعن ابن عباس في هذه الآية أيضا هذه في عائشة وأزواج النبي صلي الله عليه وسلم، ولم يجعل الله لمن فعل ذالك توبة، وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة – ثم قرأ ( والذين يرمون المحصنات ... إلي قوله ... إلا الذين تابوا ). وعلي هذا فإن قبول توبة القاذب وان كان مخصصا لعموم قوله تعالى ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ) لا يتناول بالتخصيص من قذف عائشة، أو قذف سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا لا توبة له، لأن دخول صورة السبب في اللفط العام قطعي.[8]
6.    معرفة سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن، وكشف الغموض الذي يكتنف بعض الآيات في تفسيرها ما لم يعرف سبب نزولها. المثال: ما أشكل علي مروان بن الحكم في فهم الآية (Ÿw ¨ûtù|¡øtrB tûïÏ%©!$# tbqãmtøÿtƒ !$yJÎ/ (#qs?r& tbq6Ïtä¨r br& (#rßyJøtä $oÿÏ3 öNs9 (#qè=yèøÿtƒ Ÿxsù Nåk¨]u;|¡øtrB ;oy$xÿyJÎ/ z`ÏiB É>#xyèø9$# ( öNßgs9ur ë>#xtã ÒOŠÏ9r& ÇÊÑÑÈ  )[9] حتى أورد له ابن عباس سبب النزول.
7.    ويوضح سبب النزول من نزلت فيه الآية حتى لا تحمل على غيره بدافع الحصومة والتحامل.
ج. قرينه أسباب النزول بتنفيذ الحكم الذي يتضمّن في الآية
هناك رأيان الذان يتعلّقان بقرينه أسباب النزول بتنفيذ الحكم الذي يتضمّن في الآية، وهما:
1.      العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، المثال:
قوله تعالى: štRqè=t«ó¡our Ç`tã ÇÙŠÅsyJø9$# ( ö@è% uqèd ]Œr& (#qä9ÍtIôã$$sù uä!$|¡ÏiY9$# Îû ÇÙŠÅsyJø9$# ( Ÿwur £`èdqç/tø)s? 4Ó®Lym tbößgôÜtƒ ( #sŒÎ*sù tbö£gsÜs?  Æèdqè?ù'sù ô`ÏB ß]øym ãNä.ttBr& ª!$# 4 ¨bÎ) ©!$# =Ïtä tûüÎ/º§q­G9$# =Ïtäur šúï̍ÎdgsÜtFßJø9$# ÇËËËÈ[10]
عن أنس قال: ( إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذالك، فأنز الله (ويسألونك عن المحيض) الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جامعوهن في البيون، واصنعوا كل شيئ إلا النكاح.[11]
فيما سبق ذكره عرفنا أن سبب النزول هذه الآية هو خاصة لليهود ولكن لفظ هذه الآية عام للجميع، لهذا كثير من اتفق أن تنفيذ الحكم مؤسسا علي عموم اللفظ لا خصوص السبب، حتى كانت هذه الآية لجميع الناس.
2.                     العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، المثال:
$pkâ:¨Zyfãyur s+ø?F{$# ÇÊÐÈ   Ï%©!$# ÎA÷sム¼ã&s!$tB 4ª1utItƒ ÇÊÑÈ   $tBur >tnL{ ¼çnyYÏã `ÏB 7pyJ÷èÏoR #tøgéB ÇÊÒÈ   žwÎ) uä!$tóÏGö/$# Ïmô`ur ÏmÎn/u 4n?ôãF{$# ÇËÉÈ   t$öq|¡s9ur 4ÓyÌötƒ ÇËÊÈ [12]
فإنما نزلت في أبي بكر. أن سبب النزول هذه الآية هو خاصة لأبي بكر ولكن لفظ هذه الآية عام للجميع، لهذا بعض الأراء من يقول أن كلمة " الأتقى " في هذه الآية لأبي بكر، هذا مؤسسا علي خصوص السبب لا عموم اللفظ ، حتى كانت هذه الآية لأبي بكر فحسب.



الباب الثالث
نزول القرآن على سبعة أحرف

بعض النصوص تدل على نزول القرآن على سبعة أحرف، منها:
          أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « أَقْرَأَنِى جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِى حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ »[13]
          أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِى غِفَارٍ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى حَرْفٍ. قَالَ « أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ إِنَّ أُمَّتِى لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ». ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا.[14]
          عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِى حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِى الصَّلاَةِ فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِى سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . فَقُلْتُ لَهُ كَذَبْتَ فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهُوَ أَقْرَأَنِى هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِى سَمِعْتُكَ ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَقُودُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا وَإِنَّكَ أَقْرَأْتَنِى سُورَةَ الْفُرْقَانِ . فَقَالَ « يَا هِشَامُ اقْرَأْهَا » . فَقَرَأَهَا الْقِرَاءَةَ الَّتِى سَمِعْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « هَكَذَا أُنْزِلَتْ » . ثُمَّ قَالَ « اقْرَأْ يَا عُمَرُ » . فَقَرَأْتُهَا الَّتِى أَقْرَأَنِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « هَكَذَا أُنْزِلَتْ » . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ »[15]
          واختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف اختلافا كثيرا، منها:
1.      ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد.
على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد، وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر.[16]
واختلفوا في تحديد اللغات السبع. فقيل: هي لغات: قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن. وقال أبو حاتم السجستاني: نزل بلغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر.
2.       و بعضهم قالوا: أن المراد بالأحرف السبعة أوجه سبعة: من الأمر، والنهي، والوعد، والوعيد، والجدل، والقصص، والمثل. أو من: الأمر، والنهي، واحلال، والحرام، والمحكم، والمتشابه، والأمثال.
3.       و بعضهم قالوا: أن العدد سبعة لا مفهوم له. وإنما هو رمز إلى ما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد.
4.       و بعضهم قالوا: إن المراد بالأحرف السبعة، القراءات السبع.
والراجح من هذه الآراء جميعا هو الرأي الأول. وأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد. نحو أقبل، وتعالى، وهلم، وعجل، وأسرع، فهي ألفاظ مختلفة لمعنى واحد، وإليه ذهب سفيان بن عيينه، وابن جرير، وابن وهب، وخلائق، ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء ويدل له ما جاء في حديث أبي بكرة: ( أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ اقْرَإِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. قَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اسْتَزِدْهُ . فَاسْتَزَادَهُ قَالَ اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ. قَالَ مِيكَائِيلُ اسْتَزِدْهُ. فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ. قَالَ كُلٌّ شَافٍ كَافٍ مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ نَحْوَ قَوْلِكَ تَعَالَ وَأَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَاذْهَبْ وَأَسْرِعْ وَاعْجِلْ ). وقال ابن عبد البر: إنما أراد بهذا ضرب المثال للحروف التي نزل القرآن عليها، وأنها معان متفق مفهومها، مختلف مسموعها، لا يكون في شيئ منها معنى وضدّه، ولا وجه خلافا ينفيه ويضاده، كالرحمة التي هي خلاف العذاب.[17]

ويؤيده حديث آخر، منه:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِىُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ حَدَّثَنِى يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَخْبَرَنِى بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو جُهَيْمٍ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِى آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ هَذَا تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَقَالَ الآخَرُ تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَسَأَلاَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « الْقُرْآنُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلاَ تُمَارُوا فِى الْقُرْآنِ فَإِنَّ مِرَاءً فِى الْقُرْآنِ كُفْرٌ.[18]
حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف:
1.    تيسير القراءة و الحفظ على قوم أمين، لكل قبيل منهم لسان ولا عهد لهم بحفظ الشرائع، فضلا عن أن يكون ذالك مما ألفوه.
2.    إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب.
3.    إعجاز القرآن في معانيه و أحكامه.






الباب الرابع
الخاتمة
أ‌.     الملخص
سبب النزول هو ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو سؤال.
معرفة سبب النزول فواءد كثيرة منها:
1.    معرفة حكمة الله تعالى على التعيين فيما شرعه بالتنزيل وفي ذلك نفع للمؤمن وغير المؤمن.
2.    بيان الحكمة التي دعت إلي تشريع حكم من الأحكام.
3.    تخصيص حكم ما نزل ان كان بصيغة العموم بالسبب عند من يري أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ.
4.  معرفة سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن، وكشف الغموض الذي يكتنف بعض الآيات في تفسيرها ما لم يعرف سبب نزولها. ويوضح سبب النزول من نزلت فيه الآية حتى لا تحمل على غيره بدافع الحصومة والتحامل.
واختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف اختلافا كثيرا، منها:
1.  ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد.
2.  و بعضهم قالوا: أن المراد بالأحرف السبعة أوجه سبعة: من الأمر، والنهي، والوعد، والوعيد، والجدل، والقصص، والمثل. أو من: الأمر، والنهي، واحلال، والحرام، والمحكم، والمتشابه، والأمثال.
3.  و بعضهم قالوا: أن العدد سبعة لا مفهوم له. وإنما هو رمز إلى ما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد.
4.  و بعضهم قالوا: إن المراد بالأحرف السبعة، القراءات السبع.
حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف:
1.    تيسير القراءة و الحفظ على قوم أمين، لكل قبيل منهم لسان ولا عهد لهم بحفظ الشرائع، فضلا عن أن يكون ذالك مما ألفوه.
2.    إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب.
3.    إعجاز القرآن في معانيه و أحكامه.



[1]  مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، طبع على نفقة مكتبة و مطبعة الهداية :  سورابايا، ص: 75
[2]  محمد عبدالعظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، دار الفكر-بيرون، ص: 76
[3]  المرجع السابق، مناع القطان، ص: 78
[4]  أبو أنوار، علوم القرآن، أمزة، ص: 29
[5] المرجع السابق، محمد عبدالعظيم الزرقاني، ص: 78
[6] نفس المرجع، ص: 78
[7] سورة ألنور: 23-25
[8] المرجع السابق، مناع القطان، ص: 79-80
[9] سورة آل عمران: 188
[10] سورة البقرة: 222
[11] المرجع السابق، مناع القطان: 83
[12] سورة الليل: 17-21
[13] صحيح البخارى، ص: 474
[14] سنن أبى داود، ص: 491
[15] صحيح البخارى، ص: 49
[16] المرجع السابق، مناع القطان، ص: 158
[17] نفس المرجع، ص: 162
[18] مسند أحمد، ص: 20